كان يا ما كان في بحر عميق جدا يسمى ببحر البحور، وكانت الأسماك تعيش فيه مبسوطة وسعيدة وبيحبوا بعضهم. وكان ملك البحر عادل جدا وكل الاسماك بتحبه، ولو اي سمكة عندها مشكلة بيحلها على طول.
في يوم من الأيام جاءت سمكة صغيرة للملك تشتكي من شر السمكة أبو سيف، وانها بتضرب وتاخد اكل كل الاسماك الصغيرة وكمان مشغلة معاها سمك شرير يقوم بسرقة الاكل مننا.
وبسرعة بعت الملك الحراس وطلب منهم يقبضوا على ابو سيف، ولما وصل ساله الملك انت ليه بتضايق السمك وبتاخد اكله، لو عملت كدا تاني هطردك من البحر
وخرج ابو سيف من عند الملك وكل الاسماك عرفت ان الملك هيطرده من البحر علشان هو شرير وبيحب ايذاء كل الكائنات. وقرر ابو سيف انه لازم ينتقم من الملك ومن كل ا لكائنات في بحر البحور.
ووصل ابو سيف لبيته واجتمع مع اصحابه الاشرار وقالهم انا لازم اكون الملك واطرد الاخطبوط قبل ما يطردني، وسالوا هتعمل كدا ازاي.
قال ابو سيف لأصحابه الأشرار روحوا للساحر قلي في البحر الأسود وهاتوه وتعالوا حالا. وفعلا جاء الساحر وكانت سمكة عجوزة وشكلها قبيح.
سالت ابو سيف عن سبب استدعائها فقال لها " انا عايز اكون ملك بحر البحور" قالت له " بس الملك الاخطبوط هو الملك وكل المخلوقات البحرية بتحبه لانه عادل وبعده هيكون الأمير فارس ابنه هو الملك .
قال لها اتصرفي انا عايزة اكون الملك. وهديكي كل قلى انتي تطلبيه.
فقالت له في الحالة دي لازم تخرج الملك من القصر بتاعه، وسيب الباقي علية.
فذهب ابو سيف للملك وقال له الحق يا ملك ابنك الامير فارس في مشكلة كبيرة تعالى معايا علشان ننقذه. خرج الملك مسرعا بدون تفكير خوفا على ابنه، واخذه ابو سيف لمكان بعيد عن القصر وفجاة ظهرت الساحرة ومعاها العصابة الشريرة ومعاها مسحوق سحري قامت برشه على الملك.
واذا بالملك الاخطبوط يتحول الى خشب ويطفو ليصل الى سطح البحر واذا بولد صغيركاد ان يغرق يمسك به ويسحبه الي الشاطئ. واخبر والده ان قطعة الخشب هذه هي من انقذته من الغرق وانه سوف يحتفظ بها.
وفي اعماق البحار يسيطر ابو سيف على مملكة الملك الاخطبوط بقوة وظلم، وانتشر الجوع والاحباط بين اسماك المملكة. وقام ابو سيف وعصابته بطرد الأمير فارس من المملكة.
ذهب الأمير فارس وهو حزين على ما حدث لوالده، وجد كهف قديم فدخله ليرتاح، ونام من كثرة التعب وتفاجأ وهو مستغرقا في نومهه بسمكة صغيرة تُوقظه وتقول له: إستيقظ يا أمير لكي نساعد والدك الملك.
إستيقظ الأمير مستغربا من هذا الصوت ويقول للسمكة: هل تعرفيني؟ وكيف تعرفي ما حدث لوالدى؟ نحن بعيد عن مملكة الإخطبوط.
قالت له لقد ارسلني حارس البحار لكي اخبرك بالطريقة التي ستهزم بها ابو سيف وعصابته، فهو مسئول عن نشر العدل في كل البحار.
فقال لها: بالطبع اعلم ذلك انه حاكم عادل وكان صديق لوالدى، وكنت ابحث عن طريقة للوصول اليه لطلب المساعدة، شكرا لكي ايتها السمكة الصغيرة.
فقال له: هيا بنا لنذهب اليه.
وذهبا سريعا الى حارس البحار فقال للأمير فارس: لا تخف وخذ هذا الدواء واسكبه على والدك وسوف سعود إلى طبيعته في الحال.
فقال له: كيف أفعل ذلك ونحن فى اعماق البحار وأبي على اليابسة.
قال له سوف تساعدك هذه السمكة الصغيرة فى الوصول إلى سطح البحر. شكر الأمير حارس البحار وبدأ هو والسمكة الصغيرة فى رحلة إنقاذ الملك الإخطبوط.
نجح الأمير فارس والسمكة الصغيرة فى الوصول إلى سطح البحر بعد رحلة طويلة وشاقة، وكانت المشكلة فى كيفية سكب الدواء على الملك، إقتربوا شيئا فشيئا من مكان الملك الذي قد اخبرهم به حارس البحار.
وجدوا طفلة صغيرة على الشاطئ تجلس على قطعة خشب تشبه الملك، واستعربوا من ان الطفلة تتحدث إلى قطعة الخشبوتضحك معها.
فقال الأمير فارس للصديقته السمكة، ان والدى حي ويتحدث الى هذه البنت، واذا استطعنا الوصول لهذه البنت سوف نستطيع إنقاذ والدي.
قفذت البنت الصغيرة في المياه تسبح وتلعب، وذهب اليها الأمير فارس وقال لها: ممكن تساعديني؟، فخافت البنت في البداية ولكنها قالت له بالطبع كيف اساعدك، فحكى لها الأمير فارس قصة والده وانه جاء من اعماق البحار هو وصديقته السمكة لكي يقوم بفك السحر لكي يعود والده كما كان.
فقالت البنت له: نعم انا اعلم هذه القصة فقد قصها علي صديقتي الخشبة، وعندما اخبرت والدي بذلك لم يصدقني.
فقال لها الأمير فارس: ممكن تسكبي هذا الدواء على أبي لكي يعود إلى طبيعته ويسترد ممكلته. فقالت له انني احبه كثيرا وهو صديقى الوحيد الذي اتخدث والعب واضخك معه، نعم سوف اساعدك.
فأخذت البنت الدواء من السمكة الصغيرة وصعدت إلي الشاطئ، لقد اتي ابنك يا صديقي ومعه الدواء، واذا بوالدها يقول لها هل مازلتي تتحدثين إلى قطعة الخشب هذه لابد ان استخدمها في خشب التدفئة، فقالت له: انها سمكة يا أبي وسوف اثبت لك ذلك.
فذهبت البنت وطلبت مساعدة والدها لوضع الخشبة الإخطبوط بجانب الشاطئ، وقامت بسكب الدواء على الملك، واذا به يتحول إلى إخطبوط.
تفاجأ الوالد كثيرا واختضن ابنته خوفا عليها، وقالت له لا تخف يا أبي انه صديقى، وقام الملك الإخطبوط باحتضان الطفلة وشكرها، وقال لوالدها : ان ابنتك رائعة وطيبة وحنونة جدا، هي أول صديقة لي من البشر وانا مدين لها بحياتي، ووعدها الملك انه لن ينساها وانه سوف يقوم بزيارتها.
وقام الملك الاخطبوط وابنه الأمير فارس وذهبا إلى المملكة وقضى على ابو سيف وعصابته، وتم طردهم من المملكة وعاد كل شئ إلي طبيعتها، كل السمك كان سعيد وانتشر العدل والفرح في المملكة مرة أخري.
وكافأ الملك السمكة الصغيرة وبني لها بيت جميل وطلب منها ان تعيش معهم في الممكلة.
وكان الملك الإخطبوط يقوم كل فترة بزيارة صديقته الانسانة للإطمئنان عليها وكانت تنتظره ويقوموا بقضاء وقت ممتع سويا.