- أنا على يقين أن مافيش حد بيقرأ ولا كلمة من كلامي بس برده هحكي.
أنا كنت لمضة جدا وبحب أناقش و اتكلم كتير في كل الموضوعات رياضية، سياسية، اجتماعية، اتذكر مرة دخلت في حوار كروي لمدة ساعتين متواصل عن ماتش الأهلى والزمالك مع سواق اتوبيس الشركة بلا كلل أو ملل والحديث كان شيق جدا، ومرة وانا بعمل مقابلة شغل وعرفت من رد فعل المدير اللي بيعمل المقابلة اني مرفوضة اتكلم معاه حوالى ساعة عن الثورة والإخوان وشفيق وانا مش طيقاه اصلا بس قلت هي خربانة خربانة.
كل دا اختفى تماما بقيت حاليا ( yes woman) مافيش طاقة ولا نفس اني أناقش اي حد في اي حاجة حتى لو دفاع عن نفسي بسمع التهمة والمطالب واقول حاضر، والغريبة بقى اني بنفذ الحاضر دا، ببص لنفسي واقول طيب ازاي ترد عليه نفسي هي كلها محصلة بعضها نفذي وانتي ساكتة، وبالفعل بنفذ.
تعبت مع كتر التهم (علشان أنا مش بدافع عني فالكل مابيصدق) ومن كتر حاضر بقيت بعمل الحاجة وانا خايفة ومستنية في نفس الوقت اسمع تهمة أو تأنيب أو نقد اي حاجة بعملها مهما كانت صغيرة بقيت بحس اني عبيطة كل حاجة بعملها غلط واي وكل حد في حياتي بينتقدني. بتكون جوايا رد على كل كلمة اي حد بيقولها وحاجة من جوة بتسكت لساني، بقيت حاسة اني زي (Smeagol) في فيلم ( Hobbit) شخصيتين في بعض.
كل دا حصل بعد بابا الله يرحمه مكنش حد يقدر يعمل كدا معايا وهو عايش كان محسسني اني بروفيسور الحد اللي كلامه ورائه محل احترام وتقدير وتنفيذ فوري، بعده حبيبي مبقتش الدنيا دنيا اصلا وتقريبا أنا مبقتش مهتمة بيها علشان كدا ساعدت الناس انهم يعملوا كدا معايا علشان أنا شايفة كل حاجة بعد بابا وحشة، ومحدش حاول ولا عرف يخليني اشوف الدنيا حلوة تاني.
اجمل حاجة حصلت لي ولادي ربنا يخليهم برغم التعب الا وانا معاهم ينفصل عن الدنيا بحلوها ومرها بيخلوني احس ان لسه في حد محتجلي وان وجودي له لأزمة ربنا يخليهم ليه وميحرمنيش منهم ابدا ولا يحرمهم مني.
كتير بسال نفسي هو أنا ليه بقيت كدا يعني ليه بقيت بتخنق لدرجة اني بحس بألم في صدري ومش بكون عارفة اتنفس وبحس بوضع في قلبي كأن حد ماسكة بيده وبيعصره، هل دا بسبب الحاجات اللي انا قلتها بسبب الضغط العصبي ولا بسبب الفراغ الكبير اللي سابه بابا.
اخيرا احب اقول رفقا بالناس داخل كل واحد فينا أعباء والام لا يعلمها الا هو وربنا، فياريال براحة على بعض ياريت مبقاش جلادين كل واحد مركب في لسانه أو تصرفاته كرباج يجلد به انسان آخر الدنيا اصلا مطلعة عنيه.
الكلمه إما أنها تحيي واحد وتوصله السماء أو تموته فعلا وبالمعنى الحرفي بيموت من جوه بيبقى عايش بس ميت.